النواصب

بحث حول النواصب

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الملتفت لنظر هو  كثرة التهريج حول مسألة الناصبي وهل مصطلح الناصبي ذكر فقط في كتب الشيعة ليكون هذا الهرج والنعيق المتعالي من مزامير الشياطين  لتبث الفرقة بين المسلمين وتصور  الشيعة بانهم اناس مستحلين لدماء المسلمين  لتبعد الناس عن حقيقة المعنى  لمصطلح الناصبي الذي ورد في كتب كلا الفريقين.فلقد ورد في كتب الفريقين عن رسول الله (ص) أنه قال لعلي (ع):

 (يا علي, إنك قسيم الجنة والنار). (مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي, المناقب لابن أخطب خوارزم, فرائد السمطين للحمويني, المناقب المرتضوية للترمذي, ينابيع المودة للقندوزي وغيرهم).

فاذا كان علي (ع) هو قسيم الجنة والنار، كيف يدخل الجنة من يبغضه ؟! وهل يسمّى مؤمناً من يبغض علياً وآله (ع)؟
وقد ورد في كتب الفريقين عن رسول الله (ص) أنه قال لعلي (ع) :

 (يا علي, لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق). (طبقات الحنابلة, ينابيع المودة للقندوزي, مفتاح النجا في مناقب آل العبا للبدخشي), وغيرهم.
ثم إن بغض علي (ع) هو في الواقع بغض لرسول الله (ص) كما ورد في كتب الفريقين عن رسول الله (ص) انه قال :

 (من أحبني فليحب علياً, ومن أبغض عليا فقد أبغضني, ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل, ومن أبغض الله أدخله النار).

(تاريخ بغداد للخطيب البغدادي, التذكرة لابن الجوزي, فرائد السمطين للحمويني, اسد الغابة لابن الاثير الجزري, الاصابة للعسقلاني), وغيرهم.
إذن, مبغض علي وآله (عليهم السلام) ليس مؤمناً, بل منافقاً, وفي بعض الروايات كافراً, ومصيره النار, لا الجنة.

الروايات في ذلك كثيرة نذكر لك بعضاً منها:
1ـ مجمع الزوائد (7:58 ): عن النبي (ص) قال !(… لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا اكبه الله في النار).
2ـ المعجم الكبير للطبراني (17: 43): عن عمرو بن سعواء اليافعي قال؛ قال رسول الله (ص): (سبعة لعنتهم.. الزائد في كتاب الله, والمكذب بقدر الله, والمستحل من عترتي ما حرم الله, والتارك لسنتي والمستأثر بالفيء والمتجبر بسلطانه).
3ـ تاريخ بغداد (3: 29 ): عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): (رجل من امتي يبغض عترتي لا تناله شفاعتي).
4ـ كنز العمال (12 : 1 3): (من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي, فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد باهل بيتي من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذبين بفضلهم من امتي القاطعين فيهم صلتي لا أنا لهم الله شفاعتي) (الخطيب والرافعي عن ابن عباس).
5ـ المحاسن (1: 186): عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي المغرا عن أبي بصير عن علي الصائغ قال قال أبو عبد الله(ع): (ان المؤمن ليشفع لحميمه إلا أن يكون ناصباً, ولو ان ناصبا شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ما شفعوا) (ثواب الاعمال: 2 3, البحار 8: 41, بشارة المصطفى: 38).
هذا غيض من فيض, والروايات في مضمون ذلك تصل حد التواتر فضلاً عن تصحيح الاسانيد.

فتعريف الناصبي الذي ذكره بعض علماء السنة :

1-   الناصبي هو : من كان منحرفاً عن علي علي عليه السلام وأصحابه، يقول ابن تيمية في الفتاوى الكبرى، ج 1 ص 196 : (( وأما المبير فهو الحجاج بن يوسف الثقفي, وكان : منحرفا عن علي وأصحابه, فكان هذا من النواصب))

2-  الناصبي هو : الذي يزعم بأن علياً لم يكن مصيباً في حروبه، يقول ابن حجر في فتح الباري ج 1 ص 543 : ((وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار ورد على النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه )) وكذلك في فيض القدير للمناوي ج 4 ص 467.

3-  الناصبي هو : الذي ينال من علي عليه السلام، فقد جاء في تذكرة الحفاظ للقيسراني ج 2 / 771 : (( فانهم سعوا عليه انه نال من علي ولم يقع ذلك منه إنما روى شيئا أخطأ بنقله من قول النواصب لا بارك الله فيهم )).

4-  الناصبي هو : الذي يشتم علياً عليه السلام، فقد جاء في الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 493 : (( قال أبو المتوكل الناجي سألت ربيعة الجرشي وكان يفقه الناس زمن معاوية قال أبو عمر وأما ربيعة بن يزيد السلمي فكان من النواصب يشتم عليا رضي الله عنه)).

5-  الناصبي هو : الذي يبغض عليا ويعتقد فسقه أو كفره كالخوارج وغيرهم، الفتاوى الكبرى لابن تيمية ج 4 ص 447.

6- الناصبي هو : الذي كان من اتباع معاوية في صفين، يقول ابن حجر في فتح الباري ج 13 ص 537 : (( وليس الوصف الأول في كلامه وصف الخوارج المبتدعة وانما هو وصف النواصب اتباع معاوية بصفين )).

 فمن ملاحظ من  من التعاريف اعلاه لناصبي  الذي يرى امير المؤمنين عليه السلام اخطا فهو  ناصبي والذي خرج على امير المؤمنين في حرب  صفين ناصبي فاقول  فمعاوية زعيم النواصب وقائدهم فلماذا هذا الدفاع  عنه وقد  قنل  علماء السنة كالعلامة النسائي بسب انه  لم يقول  فضيلة واحدة لمعاوية فدحضوه  دحضا حتى قتلوه 

ومع هذا  التعاريف الواضح في ان الخارج على امير المؤمنين والذي يرى مايقوم به من ادارة الدولة الاسلامية   امرا خاطئا فهو ناصبي  كان من يكون سواء قائدة حرب الجمل او صفين او  النهروان

 ثم يضف ابن تيمية تعريف  خطير  للناصبي يقول

ابن تيمية في (العقيدة الواسطية مجموع الفتاوى 3 / 154 ) :
اهل السنة يحبون اهل البيت ويتولونهم يحفظون وصية النبي صلى الله عليه وسلم يتبرءون من طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل.

 اذن الذي يؤذي اهل البيت عليهم السلام بقول او فعل هو ناصبي فسؤال يتبادر الى ذهني  هل استثنيت ياابن تيمية احد ام انها قاعدة خاصة بالجميع

فان كانت قاعدة عامة فان كل من حارب امير المؤمنين واهل البيت عليهم السلام فهو ناصبي وكل من اذى  مولاتنا الزهراء بكلمة  وجعلها في خصومة معه فهو ناصبي بغض النظر كان من كان 

مع هذا نرى  علماء السلاطين ومن تربى في حجورهم يبدأ بعكس المسألة وايجاد الاعذار  والتاؤيلات الباطلة  لصد المسلمين عن الحق  ولتلبيسهم  في مسألة النصب دون وعي وشعور بذلك فنراهم وضعوا هالة التقديس لجميع امهات المؤمنين المحسنة والمسيئة منهن  والصحابة سواء الفاجر منهم  والصالح على حد سواء  وعدم السماح للمسلمين ان يروى حقيقة  المسألة التي يترتب عليها امور دينهم 

فمثلا :

 قال الذهبي: من تعرض للإمام علي بذم فهو ناصبي يعزر فإن كفره فهو خارجي مارق بل سبيلنا أن نستغفر للكل ونحبهم ونكف عما شجر بينهم. سير أعلام النبلاء ج7/ص370

 قال ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية 8/204 بما نصه بالحرف الواحد : 

قال : وقد عاكس الرافضةَ والشيعةَ يوم عاشوراء النواصبُ من أهل الشام، فكانوا إلى يوم عاشوراء يطبخون الحبوب، ويغتسلون، ويتطيبون، ويلبسون أفخر ثيابهم، ويتخذون ذلك اليوم عيدا !!، يصنعون فيه أنواع الأطعمة، ويظهرون السرور والفرح، يريدون بذلك عناد الروافض ومعاكستهم!!.انتهى

ولكن هذا الابن كثير في نفس الكتاب وبعد صفحات
البداية والنهاية ج: 8 ص: 227
قال : وأما ما يوردونه عنه – أي عن يزيد – من الشعر فى ذلك واستشهاده بشعر ابن الزبعرى فى وقعة أحد التى يقول فيها :
ليت أشياخى ببدر شهدوا. ……جزع الخزرج من وقع الأسل
حين حلت بفنائهم بركها. …….واستمر القتل فى عبد الأشل
قد قتلنا الضعف من أشرافهم. ……وعدنا ميل بدر فاعتدل

وقد زاد بعض الروافض فيها فقال :
لَعِبَتْ هاشم بالملك فلا. …..ملك جاءه ولا وحى نزل

فهذا إن قاله يزيد بن معاوية فلعنة الله عليه ولعنة اللاعنين، وإن لم يكن قاله فلعنة الله على من وضعه عليه ليشنع به عليه. انتهى.

وقال ابن تيمية :وكانت الكوفة بها قوم من الشيعة المنتصرين للحسين وكان رأسهم المختار بن أبي عبيد الكذاب وقوم من الناصبة المبغضين لعلي رضي الله عنه وأولاده ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي.
منهاج السنة النبوية (كتاب منهاج السنة النبوية، الجزء 4، صفحة 554.

ومع هذا  نرى ان هولاء المدافعين عن النواصب  هم  في الحقيقة نواصب  حيث ان من نصبهم لم يستطيعوا ان يوردوا فضائل امير المؤمنين فلم تتحمل قلوبهم هذا:

فتح الملك العلي ص 50

ويقول ايضا: وأما الذهبي: فلا ينبغي أن يُقبل قوله في الأحاديث الواردة بفضل علي عليه السلام، فإنه سامحه الله كان إذا وقع نظره عليها اعترته حدةٌ أتلفت شعوره، وغضبٌ أذهب وجدانه، حتى لا يدري ما يقول!!! وربما سبَ ولعنَ من روى فضائل علي عليه السلام، كما وقع منه في غير موضع من الميزان وطبقات الحفاظ تحت ستارة: ان الحديث موضوع!!! ولكنه لا يفعل ذلك فيمن يروي الأحاديث الموضوعة في مناقب أعدائه، ولو بسطتُ المقام في هذا لذكرت لك ما تقضي منه بالعجب من الذهبي رحمه الله تعالى وسترنا عنه آمين.
فتح الملك العلي ص 160

 ما أدق الوصف الذي ذكره المغربي!!! 

وسأضع بين يدي القارئ مثالاً واحداً فقط تجلّت فيه الحدة التي أشار إليها المغربي، وهي التي تعتري الذهبي فتتلف شعوره حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه!!!

وسيكون البحث في نقطتين:

النقطة الأولى: حكم الذهبي فيمن يقدّم أمير المؤمنين علي عليه السلام على عثمان:
فصلٌ: في مناقب الصحابة: وأما مناقب الصحابة وفضائلهم فأكثر من أن تذكر وأجمعت علماء السنة أن أفضل الصحابة العشرة المشهود لهم وأفضل العشرة: أبو بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، ولا يشك في ذلك إلا مبتدع منافق خبيث.
كتاب الكبائر (الورّاق)

إذا فمن يقدم عليا عليه السلام على عثمان فهو في نظر الذهبي: مبتدع!!! منافق!!! خبيث!!!

النقطة الثانية: أسماء وتراجم بعض من يقدّم علياً عليه السلام على عثمان:
يقول الذهبي في ترجمة عبدالرحمن بن أبى حاتم: وما ذكرتُه لولا ذكر أبي الفضل السليمانى له، فبئس ما صنع، فإنه قال: ذكر أسامي الشيعة من المحدثين الذين يقدمون عليا على عثمان:
الأعمش، النعمان بن ثابت، شعبة بن الحجاج، عبدالرزاق، عبيدالله بن موسى، عبدالرحمن بن أبي حاتم.
ميزان الاعتدال ج 2 ص 587

ويقول ابن حجر في ترجمة إبراهيم بن عبدالعزيز الضحاك: قَعَدَ للتحديث، فأخرج الفضائل فأملأ فضائل أبي بكر ثم عمر ثم قال: نبدأ بعثمان أو بعلي؟
فقالوا: هذا رافضي، فتركوا حديثه.
قال ابن حجر: قلتُ، وهذا ظلمٌ بيّنٌ!!! فإن هذا مذهب جماعة من أهل السنة "أعني التوقف في تفضيل أحدهما على الآخر" وإن كان الأكثر على تقديم عثمان بل كان جماعة من أهل السنة يقدّمون علياً على عثمان، منهم: سفيان الثوري، وابن خزيمة.
لسان الميزان ج 1 ص 78

إذا فنستفيد من هذين النصين أن جملة من أعلام السنة يقدّمون علياً عليه السلام على عثمان!!! منهم:
1 – الأعمش سليمان بن مهران.
2 – أبو حنيفة النعمان بن ثابت.
3 – شعبة بن الحجاج.
4 – عبدالرزاق بن همام.
5 – عبيدالله بن موسى.
6 – عبدالرحمن بن أبي حاتم.
7 – سفيان الثوري.
8 – ابن خزيمة.

فلنقرأ بعض ما ذكره الذهبي عن هؤلاء الثمانية في تراجمهم من ثناء:

1- الأعمش سليمان بن مهران:
قال الذهبي: الأعمش (ع) سليمان بن مهران، الإمام شيخ الإسلام، شيخ المقرئين والمحدثين…
حدثني أحمد بن زهير، سمعت إبراهيم بن عرعرة، سمعت يحيى القطان إذا ذكر الأعمش قال: كان من النسّاك، وكان محافظا على الصلاة في جماعة، وعلى الصف الأول، وهو علاّمة الإسلام.
سير أعلام النبلاء ج 6 ص 226

2-  أبو حنيفة النعمان بن ثابت:
قال الذهبي: أبو حنيفة (ت، س) الإمام، فقيه الملة، عالم العراق، أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى التيمي، الكوفي…
وعني بطلب الآثار، وارتحل في ذلك، وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه، فإليه المنتهى والناس عليه عيال في ذلك.
وقال ابن المبارك: أبو حنيفة أفقه الناس.
وقال الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.
قال الذهبي: قلت: الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام، وهذا أمر لا شك فيه.
سير أعلام النبلاء ج 6 ص 390

قلت: ولكن الذهبي نسي أن يقول عنه: مبتدع!!! منافق!!! خبيث!!!

3- شعبة بن الحجاج:
قال الذهبي: شعبة (ع) ابن الحجاج بن الورد، الإمام الحافظ، أمير المؤمنين في الحديث…
وكان من أوعية العلم، لا يتقدمه أحد في الحديث في زمانه، وهو من نظراء الاوزاعي، ومعمر، والثوري في الكثرة.
قال علي بن المديني: له نحو من ألفي حديث.
قال الذهبي: قلت: ما أظنه إلا يروي أكثر من ذلك بكثير.
حدثنا عمر بن شبة، حدثنا عفان قال: قال يحيى بن سعيد: ما رأيت أحدا قط أحسن حديثا من شعبة.
قال أبو بحر البكراوي: ما رأيت أحدا أعبدلله من شعبة، لقد عبدالله حتى جف جلده على عظمه واسوّد.
سير أعلام النبلاء ج 7 ص 202

قلت: ولكن الذهبي نسي أن يقول عنه: مبتدع!!! منافق!!! خبيث!!!

4- عبدالرزاق بن همام:
قال الذهبي: عبدالرزاق بن همام (ع) ابن نافع، الحافظ الكبير، عالم اليمن، أبو بكر الحميري، مولاهم الصنعاني الثقة الشيعي.
قال يعقوب بن شيبة: عن ابن المديني، قال لي هشام بن يوسف: كان عبدالرزاق أعلمنا وأحفظنا.
قال يعقوب: وكل ثقة ثبت.
سير أعلام النبلاء ج 9 ص 563

ووصفه بأنه شيخ الإسلام ومحدث الوقت في ج 9 ص 572

قلت: ولكن الذهبي نسي أن يقول عنه: مبتدع!!! منافق!!! خبيث!!!

5- عبيدالله بن موسى:
قال الذهبي: عبيدالله بن موسى (ع) ابن أبي المختار، باذام، الإمام، الحافظ العابد…
وحدث عنه: أحمد بن حنبل قليلا، كان يكرهه لبدعة ما فيه، وإسحاق، وابن معين…
وثقه ابن معين وجماعة، وحديثه في الكتب الستة.
وقال أحمد بن عبدالله العجلي: ثقة، رأس في القرآن، عالم به، ما رأيته رافعا رأسه، وما رئي ضاحكا قط.
قال الذهبي: كان صاحب عبادة وليل، صحب حمزة، وتخلق بآدابه، إلا في التشيع المشؤوم، فإنه أخذه عن أهل بلده المؤسس على البدعة.
سير أعلام النبلاء ج 9 ص 553

قلت: ولكن الذهبي نسي أن يقول عنه: مبتدع!!! منافق!!! خبيث!!!

6 – عبدالرحمن بن أبي حاتم:
قال الذهبي: العلامة، الحافظ… قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الرازي الخطيب في ترجمة عملها لابن أبي حاتم: كان -رحمه الله- قد كساه الله نورا وبهاء، يسر من نظر إليه.
قال أبو يعلى الخليلي: أخذ أبو محمد علم أبيه، وأبي زرعة، وكان بحرا في العلوم ومعرفة الرجال. صنف في الفقه، وفي اختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الامصار. قال: وكان زاهدا، يعد من الأبدال.
سير أعلام النبلاء ج 13 ص 263

قلت: ولكن الذهبي نسي أن يقول عنه: مبتدع!!! منافق!!! خبيث!!!

7- سفيان الثوري:
قال الذهبي: سفيان (ع) ابن سعيد بن مسروق… هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانه، أبو عبدالله الثوري الكوفي المجتهد، مصنف كتاب "الجامع".
وقال شعبة، وابن عيينه، وأبو عاصم، ويحيى بن معين، وغيرهم: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث.
سير أعلام النبلاء ج 7 ص 229

قلت: ولكن الذهبي نسي أن يقول عنه: مبتدع!!! منافق!!! خبيث!!!

8- ابن خزيمة:
قال الذهبي: محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر. الحافظ الحجة الفقيه، شيخ الإسلام، إمام الأئمة…
قال أبو عثمان: إن الله ليدفع البلاء عن أهل هذه المدينة لمكان أبي بكر محمد بن إسحاق.
قال الحافظ أبو علي النيسابوري: لم أر أحدا مثل ابن خزيمة.
قال الذهبي: قلت: يقول مثل هذا وقد رأى النسائي.
سير أعلام النبلاء ج 14 ص 365

قلت: ولكن الذهبي نسي أن يقول عنه: مبتدع!!! منافق!!! خبيث!!!

ولا يخفى على أحد أن هؤلاء التالية أسمائهم هم أعمدة الرواية عند أهل السنة، ورواياتهم في الكتب الستة، وهم:
1 – الأعمش.
2 – شعبة.
3 – عبدالرزاق.
4 – سفيان.

وليست لدي احصائية دقيقة بعدد رواياتهم في الكتب الستة، لكن ما لا شك فيه أن رواياتهم جميعاً تعد بالمئات إن لم نقل بالآلاف!!!!

فنعرف من هذا أن أكثر مرويات أهل السنة قد وصلتهم بواسطة مبتدع!!! منافق!!! خبيث!!

حديث التفتازاني عن الصحابة

أما سعد الدين التفتازاني فيقول: “ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ و على ألسنه الثقات ـ يدل بظاهرة على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق، وبلغ حدّ

الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد و العناد، والحسد واللداد، وطلب الملك و الرياسة، والميل إلى اللذات و الشهوات. إذ ليس كل صحابي معصوم، ولا كل ممن لقي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالخير موسوم.

إلاّ أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكروا لها محامل وتأويلات بها تليق، وذهبوا إلى أنهم محفوظون عما يوجب التضليل والتفسيق صوناً لعقائد المسلمين عن الزيغ والضلالة في حق كبار الصحابة، سيما المهاجرين والأنصار المبشرين بالثواب في دار القرار…”

شرح المقاصد 5: 311.

 قال الذهبي: “فأما الصحابة (رضي الله عنهم) فبساطهم مطوي، وإن جرى ما جرى، وإن غلطوا كما غلط غيرهم من الثقات، فما يكاد يسلم أحد من الغلط. لكنه غلط نادر لا يضر أبد، إذ على عدالتهم، وقبول ما نقلوه، العمل، وبه ندين الله تعالى” .

 الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم: 24.

 وقال أيضاً: “وقد كتبت في مصنفي الميزان عدداً كثيراً من الثقات الذين احتج البخاري أو مسلم أو غيرهما بهم، لكون الرجل منهم قد دون اسمه في مصنفات الجرح. وما أوردتهم لضعف فيهم عندي بل ليعرف ذلك. وما زال يمر بي الرجل الثبت وفيه مقال من لا يعبأ به. ولو فتحنا هذا الباب على نفوسنا لدخل فيه عدة من الصحابة والتابعين والأئمة. فبعض الصحابة كفّر بعضهم بتأويل م. والله يرضى عن الكل ويغفر لهم. فما هم بمعصومين. وما اختلافهم ومحاربتهم بالتي تلينهم عندنا أصل. وبتكفير الخوارج لهم انحطت رواياتهم. بل صار كلام الخوارج والشيعة فيهم جرحاً في الطاعنين. فانظر إلى حكمة ربك! نسأل الله السلامة”

الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم: 22 ـ 23.

 هذا ولم يكتفوا علماء اهل السنة بوثاقة جميع الصحابة بما فيهم نواصب الصحابة  بل وثقوا كل ناصبي لاحظ ذلك:

طرائف في تصديق الجمهور للنواصب وثناءهم عليهم

كما أن لهم طرائف أيضاً في تصديق النواصب، والثناء عليهم، بما يناسب ما سبق من ابن حجر وغيره من التأكيد على صدق لهجتهم..

 الجوزجاني (259)

4 ـ الجوزجاني (259):
ومنهم: أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني الدمشقي، فقد أكثروا من النقل عنه والاعتماد عليه في نقد الرجال، كما لا يخفى على من يراجع كتب هذا الشأن.
وقد وصفوه بألقاب ضخمة، فالذهبي وإنْ لم يترجم له في سير أعلام النبلاء فقد ذكره في تذكرة الحفّاظ ووصفه بالحافظ الإمام، حدّث عنه: أبو داود والترمذي والنسائي…، ثمّ أورد ثقته عن النسائي وغيره.
وهم في نفس الوقت ينصّون على كونه ناصبياً!..
قال الذهبي: قال الدارقطني: كان من الحفّاظ الثقات المصنّفين، وفيه انحراف عن عليّ(1).
وقال ابن حجر: قال ابن حبّان في الثقات: كان حروري المذهب، ولم يكن بداعية، وكان صلباً في السُنّة، حافظاً للحديث، إلاّ أنّه من صلابته ربّما كان يتعدّى طوره. وقال ابن عديّ: كان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في الميل على عليّ. وقال السلمي عن الدارقطني بعد أن ذكر توثيقه: لكن فيه انحراف عن عليّ، اجتمع على بابه أصحاب الحديث، فأخرجت جارية له فرّوجةً لتذبحها فلم تجد من يذبحها، فقال: سبحان اللّه! فرّوجة لا يوجد من يذبحها وعليٌّ يذبح في ضحوة نيّفاً وعشرين ألف مسلم.
قلت: وكتابه في الضعفاء يوضّح مقالته، ورأيت في نسخة من كتاب ابن حبّان: حَرِيزي المذهب، وهو ـ بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وبعد الياء زاي ـ نسبة إلى حريز بن عثمان المعروف بالنصب، وكلام ابن عديّ يؤيّد هذا، وقد صحّف ذلك أبو سعد ابن السمعاني في الأنساب، فذكر في ترجمة الجَريري ـ بفتح الجيم ـ أنّ إبراهيم بن يعقوب هذا كان على مذهب محمّد بن جرير الطبري، ثمّ نقل كلام ابن حبّان المذكور. وكأنّه تصحّف عليه، والواقع أنّ ابن جرير يصلح أن يكون من تلامذة إبراهيم بن يعقوب لا بالعكس، وقد وجدت رواية ابن جرير عن الجوزجاني في عدّة مواضع من التفسير والتهذيب والتاريخ»(2).

أقول:
أودّ التنبيه على أُمور:
الأوّل: إنّ النسائي قد وثّق هذا الناصبي، وقد أخرج عنه هو وأبو داود والترمذي… والمهمُّ إخراج النسائي عنه، لأنّهم ذكروا بترجمته أنّ له في سننه شرطاً أشدّ من شرط الشيخين، فيظهر أنّ شرطه كان متوفّراً في هذا الناصبي؟! كما كان متوفّراً في عمر بن سعد، الذي أخرج عنه، وقد قال يحيى بن معين: كيف يكون قاتل الحسين ثقة؟! ومع ذلك نرى القوم يصفون النسائي بالتشيّع، لأنّه تكلّم في معاوية رئيس الفرقة الباغية!!
والثاني: إنّ تهذيب التهذيب، تهذيب لكتاب تهذيب الكمال للحافظ المزّي، والمزّي قد ذكر هذا الرجل، ولم يتعرّض لنصبه أبداً!
والثالث: إنّ الذهبي وإنْ لم يعدّ الرجل في النبلاء، فقد ترجم له في تذكرة الحفّاظ فلمّا أورد كلام الدارقطني بَتَره!
والرابع: إنّ ابن حجر بعد أن ذكر ما نقلناه من تهذيبه، قال في تقريبه ـ وهو تلخيص التهذيب ـ: «ثقة حافظ، رُمي بالنصب»(3). لكنّه في غير موضع من مقدّمته يقول بعد نقل قول الجوزجاني: «قلت: والجوزجاني غال في النصب»(4).
فإذا كان غالياً في النصب، كيف يقول: رُمي بالنصب؟!
وإذا كان غالياً في النصب، كيف يكون ثقة؟!
والخامس: إنّ صدور هكذا تصحيف من السمعاني بعيد جدّاً، بل أظنُّ أنّ هناك تعمّداً في هذا التصحيف.
والسادس: إنّ الذهبي الذي بتر كلام الدارقطني وأورده منقوصاً، قد وصف الرجل في ميزانه بالنصب صراحةً(5).
وكيف كان، فقد رأيت كيف يحاولون التغطية على صحاحهم ورجالهم!!

(1) تذكرة الحفّاظ 1 : 549.
(2) تهذيب التهذيب 1 : 159.
(3) تقريب التهذيب 1 : 47.
(4) مقدّمة فتح الباري: 404.
(5) ميزان الاعتدال 1 : 76.

2ـ والمصعبي أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب المروزي ذكره الذهبي، ومدحه وأطراه، ثم قال: “قال الدارقطني كان حافظاً عذب اللسان مجرداً في السنة، والرد على المبتدعة. لكنه يضع الحديث. وقال ابن حبان: وكان ممن يضع المتون، ويقلب الأسانيد. لعله قد قلب على الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث، كتبت منها أكثر من ثلاثة آلاف. وفي الآخر ادعى شيوخاً لم يرهم. سألته عن أقدم شيخ له، فقال: أحمد بن سيار. ثم حدث عن علي بن خشرم، فسيرت أنكر عليه، فكتب يعتذر إليّ. على أنه من أصلب أهل زمانه في السنة، وأبصرهم به، وأذبهم لحريمه، وأقمعهم لمن خالفه. نسأل الله الستر” .

ـتذكرة الحفاظ 3: 803 ـ 804 في ترجمة المصعبي الحافظ الأوحد أبي بشير أحمد بن محمد بن عمرو.

3- حريز بن عثمان :

سلسلة الأحاديث الصحيحة – للألبــاني (13 / 30)
(وحريز بن عثمان: هو الرَّحبي الحمصي، وهو ثقة من رجال البخاري؛ ولكنه
كان يُبْغضُ علياً أبغَضَه الله! ولذلك أورده ابن حبان في “الضعفاء” (1/268- 269)، وقال في “صحيحه “- بعد أن ساق حديث عقبة بن عامر في التشهد بعد الوضوء من طريقين عنه، أحدهما: عن أبي عثمان عن جبير بن نفيرعنه (3/325- 328/ 1050- المؤسسة)-:

“أبو عثمان هذا يشبه أن يكون حريز بن عثمان الرحبي، وإنما اعتمدنا على
هذا الإسناد الأخير؛ لأن حريز بن عثمان ليس بشيء في الحديث “!
وأرى أن في موقف ابن حبان هذا من حريز- مع تواتر أقوال الأئمة في توثيقه تواتراً عجيباً، نادراً ما نرى مثله في كثير من الثقات المعروفين مع وصف بعضهم إياه بالبغض المذكور آنفاً- مبالغةً ظاهرةً، وهو قائم على مذهبه الذي أفصح عنه في مقدمة”ضعفائه “(ص 81): “أن منهم المبتدع إذا كان داعية إلى بدعته “. انتهى الشاهد من كلام الألباني.

4- عمرو بن سعد

مسند أحمد > مسند أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه > مسند أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه > حديث رقم : 1490

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن و عبد الرزاق المعنى قالا : أنبأنا سفيان عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن عمر بن سعد رضي الله عنه عن أبيه قال : : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجبت من قضاء الله عز وجل للمؤمن ، إن أصابه خير حمد ربه وشكر ، وإن أصابته مصيبة حمد ربه وصبر ، المؤمن يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى في امرأته

تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن

وهذا الأرناؤوط يحسن حديثه أيضاً

لعنة الله على من يصحح حديثاً لقاتل الحسين عليه السلام أو يوثقه

الألباني
ابن حجر
العجلي
الأرناؤوط
والذهبي الذي قال عنه غير متهم

بل وصل الامر بهم لطعن اهل بيت النبوة لاثبات احقية  الناصبة لهم فقالوا :

قال ابن خلدون الناصبي : وشذ أهل البيت بمذاهب ابتدعوها، وفقه انفردوا به. وبنوه على مذهبهم في تناول بعض الصحابة بالقدح، وعلى قولهم بعصمة الأئمة، ورفع الخلاف عن أقوالهم. وهي كلها أصول واهية. وشذّ بمثل ذلك الخوارج. ولم يحتفل الجمهور بمذاهبهم، بل أوسعوها جانب الإنكار والقدح، فلا نعرف شيئاً من مذاهبهم، ولا نروي كتبهم، ولا أثر لشيء منها إلا في مواطنهم. فكتب الشيعة في بلادهم، وحيث كانت دولتهم قائمة) مقدمة ابن خلدون ج:1 ص:446 الفصل السابع في علم الفقه وما يتبعه من فرائض.
وابن خلدون يحتذي حذو أئمته وشيوخه فإليك جملة مما قالوه :
قال أبو حاتم محمد بن حبان التميمي في ترجمة الإمام الصادق (عليه السلام) : يحتج بروايته ما كان من غير رواية أولاده عنه، لأن في حديث ولده عنه مناكير كثيرة. وإنما مرض القول فيه من مرض من أئمتنا لما رأوا في حديثه من رواية أولاده. الثقات ج:6 ص:131 ـ 132 في ترجمة جعفر بن محمد الصادق.
فإئمتهم يمرضون الإمام الصادق في حديثه, ما عشت أراك الدهر عجبا !!!
وقال ابن حجر عن الإمام الصادق (عليه السلام) : قال ابن سعد: كان كثير الحديث. ولا يحتج به ويستضعف. سئل مرة: سمعت هذه الأحاديث من أبيك؟ فقال: نعم. وسئل مرة فقال: إنما وجدتها في كتبه.تهذيب التهذيب ج:2 ص:88 في ترجمة جعفر بن محمد الصادق.
ويقول مصعب بن عبدالله الزبيري: كان مالك بن أنس لا يروي عن جعفر بن محمد حتى يضمه إلى آخر من أولئك الرفعاء، ثم يجعله بعده. تهذيب الكمال ج:5 ص:76 في ترجمة جعفر بن محمد الصادق
وعن يحيى بن سعيد أنه قال: أملى عليّ جعفر بن محمد الحديث الطويل (يعني: في الحج) ثم قال: وفي نفسي منه شيء. مجالد أحب إليّ منه. سير أعلام النبلاء ج:6 ص:256 في ترجمة جعفر بن محمدالصادق.
ومثل هذه الأقوال عن بقية إئمة أهل البيت عليهم السلام نجدها مبثوثة في مصادر أهل السنة, فقد قالوا عن الإمام الرضا عليه السلام كلمات أكبر, قال ابن طاهر عن الإمام الرضا (عليه السلام) : يأتي عن آبائه بعجائب,المغني في الضعفاء ج:2 ص:456.

فلا أدري, أين أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وجوب المودة والإتباع والإتمام بهم, وكيف سنميز بين الناصبي والسني إذا لم يطرحوا مثل تلك الخزعبلات المندية للجبين الإسلامي, التي تظهر النصب بما لا مزيد عليه والاقوال كثيرة جدا و في ذم وتضعيف أهل البيت عليهم السلام, ويبدو أن ذلك ساء الذهبي فكتب كتابا اسماه توثيق من لم يوثق دافع فيه عن الإمام الصادق عليه السلام و فالعجب العجب من قوم يوالون النواصب ويحتجون بأقوالهم مخالفين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وهذا المعنى كان واضح في اذهانهم قديما قال ابن الأثير في حوادث سنة 363هـ: وكان أبو تغلب قد قارب بغداد، فثار العيارون بها، وأهل الشر بالجانب الغربي، ووقعت فتنة عظيمة بين السنة والشيعة. وحمل أهل سوق الطعام ـ وهم من أهل السنة ـ امرأة على جمل، وسموها عائشة، وسمى بعضهم نفسه طلحة، وبعضهم الزبير، وقاتلوا الفرقة الأخرى، وجعلوا يقولون: نقاتل أصحاب علي بن أبي طالب. وأمثال هذا من الشر. الكامل في التاريخ ج:7 ص:340 في أحداث سنة ثلاث وستين وثلاثمائة: ذكر استيلاء بختيار على الموصل وما كان من ذلك.
فالمسألة واضحة, ليس شيعة وسنة, وأنما يقاتلون ويقتلون ويبيحون دماء وينتهكون أعراض اصحاب علي.

مراسيل الأئمة (عليهم السلام) بحكم مسانيدهم

أحاديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يصرح الإمام (عليه السلام) بسنده فيه. وهي في بدو النظر مرسلة. لكنها في الحقيقة ترجع للمسانيد، لما هو المعلوم من حالهم من أن كل إمام إنما يأخذ عن أبيه، وإنما حذف السند للاختصار. وقد ورد منهم (عليهم السلام) التصريح بذلك.

ففي حديث جابر: “قلت لأبي جعفر (عليهم السلام): إذا حدثتني بحديث فأسنده لي. فقال: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله (صلوات الله عليهم) عن جبرئيل (عليه السلام) عن الله عزوجل. وكل ما أحدثك بهذا الإسناد بحار الأنوار 2: 178..

وفي حديث هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره، قالوا: “سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قول الله عز وجل…” وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قول الله عز وجل…” وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قول الله عز وجل…” الكافي 1: 53. بحار الأنوار 2: 179. 

 رد شبهة ان  النواصب المراد بهم  عوام اهل السنة :

1-بحار الانوار ج101 ص85 السطر 16 أبي سعيد, عن النهدي, عن علي بن أسباط يرفعه الى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: ان الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر الى زوار قبر الحسين بن علي عشية عرفة قال قلت: قبل نظره الى أهل الموقف؟ قال: نعم, قلت: وكيف ذاك؟ قال: لان أولئك أولاد (زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا).

في سنده انقطاع وهو ما يسمى بالمعضَل وجهالة الرواة فيما بين علي بن اسباط وبين أبي عبدالله (عليه السلام)، وهذا كاف في رده وعدم حجيته، ومع الاغماض عما في سنده فإن المتن يمكن ان يكون له وجهاً من الصحة إذا قرأنا النص صحيحاً (لان في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا…) لا كما أنت ذكرت (لأن أولئك) بينما النص في المصدر (لأن في أولئك…)، وعليه فلا يشمل جميع أولئك المشار اليهم وهم الحجاج، بل المراد أولئك الذين لم يأتوا بواجبات الحج كملاً. وان من واجباته (طواف النساء) ومن لم يأت به حرمت عليه النساء، وبعض المذاهب لا يرون للحجاج الاتيان به لذلك كانت مباشرتهم لنسائهم حرام، ومن ولد من نكاح حرام فهو ولد زنا، فهذا معنى قوله (عليه السلام) ـ على تقدير صحة الرواية سنداً ـ .
ومما ينبغي التنبيه عليه في المقام: ان لعلي بن اسباط كتاب (نوادر)، وكتب النوادر أقل مرتبة في القبول من غيرها، لأن ما يذكر في أبواب النوادر لا يعتمد عليه، كما سيأتي مزيد بيان عن ذلك في آخر الأجوبة. وأخيراً (لاحظ كتاب الخلاف للطوسي ج2 / 348 / 363 حول طواف النساء) ووجوبه عندنا.

2-الروضة من الكافي ج8 ص285 السطر 12 علي بن محمد, عن علي بن العباس, عن الحسن بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن ابي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت ان بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم فقال لي: الكف عنهم أجمل ثم قال والله يا أبا حمزة ان الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا

 في سنده مجهولان وهما علي بن العباس والحسن بن عبدالرحمن، وهذا يكفي في سقوط الاستدلال بالخبر. ولو أغمضنا عن ذلك ورجعنا الى المتن لوجدنا بقية الخبر ولم تذكرها، فيها بيان وتفسير لما استنكرت، والخبر بنصه كما في المصدر (… عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم؟ فقال لي: الكفّ عنهم أجهل، ثم قال: والله يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا، قلت كيف لي بالمخرج من هذا؟ فقال لي: يا أبا حمزة كتاب الله المنزل يدل عليه، إن الله تبارك وتعالى جعل لنا أهل البيت سهاماً ثلاثة في جميع الفئ ثم قال عزوجل ((واعلموا أنما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل)) فنحن أصحاب الخمس والفيء، وقد حرمناه على جميع الناس ما خلا شيعتنا، والله يا أبا حمزة ما من أرض تفتح ولا خمس يخمس فيضرب على شيء منه الا كان حراماً على من يصيبه فرجاً كان أو مالاً، ولو قد ظهر الحق لقد بيع الرجل الكريمة عليه نفسه فيمن لا يزيد، حتى ان الرجل منهم ليفتدي بجميع ماله ويطلب النجاة لنفسه فلا يصل الى شيء من ذلك، وقد أخرجونا وشيعتنا من حقنا ذلك بلا عذر ولا حق ولا حجة …).

 3-الانوار النعمانية ج2 ص307 السطر 6 وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن علامة النواصب تقديم غير علي عليه السلام… ثم انتقل الى السطر 11, ويؤيد هذا المعنى ان الائمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على ابي حنيفة وأمثاله مع أنه لم يكن نصب العداوة لاهل البيت عليهم السلام بل كان له أنقطاع إليهم وكان يظهر لهم التودد… ثم أنتقل في نفس الصفحة إلى السطر 18, الثاني في جواز قتلهم واستباحة أموالهم… يعني النواصب أهل السنة.

فأول ما فيه ان الحديث النبوي المذكور مرسل فلا ندري من رواه وعمن رواه لنعرف الحال في أولئك الرجال،

فكلامه قدس سره واضح، فإنه صرَّح بأن الناصب هو المتجاهر بالعداوة والبغض لأهل البيت عليهم السلام، وحصر النواصب في الخوارج وبعض ما وراء النهر، وذكر أن هذا هو مذهب أكثر علماء الإمامية، إلا أنه رحمه الله أشار إلى رواية تدل على أن الناصب هو من قدَّم غير علي عليه السلام عليه ، وهو لم يصحِّحها أو يعوِّل عليها ، بل احتمل أن التقديم المستلزم للنصب هو ما كان عن اعتقاد وجزم ، وأغلب أهل السنة مقلِّدون لعلمائهم، فلا يمكن الحكم عليهم بأنهم نواصب حتى لو صحّت هذه الرواية.

4-نور البراهين ج1 ص57ـ 58 السطر 11 (وأما طوائف أهل الخلاف على هذه الفرقة الإمامية (مثل اهل السنة) فالنصوص متظافرة على أنهم مخلدون في النار)… ثم أنتقل الى السطر 18 من نفس الصفحة, وروى المحقق الحلي في آخر السرائر مسنداً الى محمد بن عيسى قال كتبت اليه أسأله عن الناصب هل أحتاج في امتحانه الى أكثر من تقديمه الجبت و الطاغوت .

 هذا وان علماء السنة يرون ان من قدم امير المؤمنين علي بن ابي طالب  مغالي  والغلاة كالنواصب  فئتتان ضالتان  لكن النواصب ارجح  كفتي الميزان لديهم .

ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب: ” وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا، وتوهينهم الشيعة مطلقا، ولا سيما أن عليا ورد في حقه: لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بالعكس وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخير في حب علي وبغضه ليس على العموم، فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو إله، تعالى الله عن أفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاق وبالعكس. فكذا يقال في حق علي. وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة، بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الأخبار، والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا قتل عثمان أو كان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم. ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي ” انتهى كلام ابن حجر

 ذكر الشيخ ابن حجر العسقلاني في مقدمة (فتح الباري) التشيع في ألفاظ الجرح ثم قال: والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة. فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه ويطلق عليه رافضي، وإلا فشيعي انتهى.  مقدمة فتح الباري وهي المسماة بهدى الساري وفيها يدافع ابن حجر عن البخاري وأحاديث ورجاله الذين انتقدهم عليه حافظ عصره وأستاذه الدارقطني وغيره.

ولا يخفى أن معنى كلامه هذا أن جميع محبي علي المقدمين له على الشيخين روافض، وأن محبيه المقدمين له على من سوى الشيخين شيعة، وكلا الطائفتين مجروح العدالة. وعلى هذا فجملة كبيرة من الصحابة الكرام كالمقداد وزيد بن أرقم وسلمان وأبي ذر وخباب وجابر وعثمان بن حنيف وأبي الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت وقيس بن سعد وأبي ذر وخباب وجابر وعثمان بن حنيف وأبي الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت وقيس بن سعد وأبي الطفيل عامر بن واثلة والعباس بن عبد المطلب وبنيه وبني هاشم كافة وبني المطلب كافة وكثير غيرهم كلهم روافض لتفضيلهم عليا على الشيخين ومحبتهم له ويلحق بهؤلاء من التابعين وتابعي التابعين من أكابر الأئمة وصفوة الأمة من لا يحصى عددهم وفيهم قرناء الكتاب، وجرح عدالة هؤلاء هو والله قاصمة الظهر. ولعل لكلام الشيخ محملا لم نقف عليه ويبعد كل البعد إرادته لظاهر معنى كلامه هذا لعلمه ودينه وفضله.

وذكر في (لسان الميزان ما يخالف هذا فقال: فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من يتكلم في عثمان والزبير وطلحة وطائفة ممن حارب عليا وتعرض لسبه. والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين أيضا. فهذا ضال مفترى. انتهى.

 على أن في قوله فالشيعي إلى قوله وطائفة ممن حارب عليا وتعرض لسبه غموضا لأن لفظ الطائفة يصدق على الواحد فأكثر فما تفسيره هنا؟ أهي أم المؤمنين عائشة وحدها؟ أم من عدا أهل النهروان من الناكثين والقاسطين؟ وعليه يكون الحسان وعمار ومن معهم ممن صح عنهم لعن القاسطين غلاة. وقوله وتعرض لسبه يحتمل عود الضمير في تعرض إلى فاعل حارب والضمير في لسبه يعود على علي وعليه يكون لعن وسب الذين يلعنون ويسبون عليا من الغلو. ويحتمل أن يعود الضمير في تعرض إلى علي، وعليه يكون الاقتداء بعلي في سب من سبه علي من الغلو، وكذا هذا مخالف للأدلة الصحيحة الصريحة ولهدى وعمل من أمرنا بالتمسك بهم فتأمل.

ذكر ابن حجر في (تهذيب التهذيب) في ترجمة مصدع المعرقب ما لفظه:

قلت إنما قيل له (المعرقب) لأن الحجاج أو بشر بن مروان عرض عليه سب علي فأبى فقطع عرقويه. قال ابن المديني قلت لسفيان: في أي شيء عرقب؟ قال: في التشيع انتهى. (3)

ثم قال ذكره الجوزجاني في الضعفاء – يعني المعرقب – فقال زائغ جائر عن الطريق، يريد بذلك ما نسب إليه من التشيع. والجوزجاني مشهور بالنصب والانحراف فلا يقدح فيه قوله انتهى. (4)

 ومن هذا تعرف أن التشيع الذي يعرقب المتصف به ويكون زائغا جائزا عن الطريق عند أمثال الجوزجاني هو الامتناع عن سب مولى المؤمنين عليه السلام، ومما نقلناه يظهر لك الاضطراب في كلامهم. فإليك الكلام في اعتذار ابن حجر العسقلاني عن النواصب. قال: وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا انتهى. وأقول كلام ابن حجر هذا وجيه واستشكاله صحيح لأن ذلك الصنيع عنوان الميل والجور فهو من أهل الاطلاع والحفظ وهو ثقة فيما يرويه فاعترافه هنا دليل واضح وحجة ثابتة على صنيع القوم، وهو مع ذلك علامة النصب وشيوعه وغلبة أهله في تلك الأيام وألف الناس له وميلهم إليه حتى استمروا مرعا الوبيل، واعتادوا سماع سب أخي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم وخف عليهم وقعه مع أنه سب لله جل جلاله وسب لرسوله فلم تنب عنه أسماعهم، ولم تنكره قلوبهم وجمدوا على ذلك واستخفوا به لأنه صار أمرا معتادا وفاعلوه أهل الرياسة والصولة. أفبعد الاعتراف بتوثيقهم الناصبي غالب – وهو منافق بشهادة النبي – يجوز لنا التقليد بدون بحث وتدقيق فنقبل ما زعموا صحته؟ كلا بل الواجب البحث والتدقيق والاحتراس الشديد وأن لا نغتر بشيء مما رووه بإسناد فيه ناصبي وإن جل رواته عنه وكثر المغترون والمحتجون به والجازمون بصحته، اللهم إلا ما شهدت بصحته القرائن أو تواتر أو عضده ما يكسبه قوة أو كان مما يشهد عليهم بالضلال وعلى مذهبهم بالبطلان.